في واحدة من أكثر صفقات الصيف إثارة للتوتر والابتسامة في آنٍ واحد، كادت صفقة انتقال النجم السويدي فيكتور غيوكيرس من سبورتينغ لشبونة إلى أرسنال أن تنهار لأسباب تبدو في ظاهرها غير منطقية، أو على الأقل مثيرة للضحك في سوق انتقالات يقوده المال.

فبعد أيام من الجمود في المفاوضات، تبيّن أن الخلاف الكبير بين الناديين لم يكن على القيمة الإجمالية، بل على طريقة تقسيط 10 ملايين يورو من المكافآت المتغيرة! إذ أصرّ سبورتينغ على تقسيمها إلى أربع دفعات دقيقة ومُحددة للغاية، شملت مثلاً مكافأة 2.5 مليون يورو إذا شارك غيوكيرس في 20 مباراة في موسمه الأول، ومثلها إذا كرر العدد في الموسم الثاني، مع مبلغ إضافي لو تأهل أرسنال لدوري الأبطال، وآخر إذا خاض اللاعب 20 مباراة أخرى لاحقاً.

فيكتور غيوكيرس. (إكس)

ووفقاً لوسائل إعلام إنكليزية، فإن أرسنال من جانبه لم يُخفِ امتعاضه من هذه الشروط، معتبراً بعضها "خيالياً" أو "صعب التحقق"، وعرض أن تكون 7.5 ملايين يورو فقط مرتبطة بأهداف واقعية وسهلة المنال، ومع تشبث الطرفين بمواقفهما، دخلت الصفقة في نفق بدا مسدوداً، وبدت نهايتها مسألة وقت.

لكن المفارقة الطريفة أن "فك الشفرة" لم يأتِ من أحد الناديين، بل من وكيل اللاعب نفسه، حسن تشيتينكايا، الذي قرر فجأة التنازل عن عمولته بالكامل نحو 7 ملايين يورو! من أجل تحريك المياه الراكدة وإنقاذ الصفقة، وهذه الخطوة المفاجئة والمضحكة في خلفياتها، أعادت الحوار بين الناديين إلى الحياة، لتُستأنف المفاوضات من جديد.

ورغم أن الصحف البرتغالية أكدت أن الصفقة "اقتربت جداً"، إلا أن بعض العقبات ما زالت قائمة، خاصة في ما يخص جدول الدفع والضمانات المالية، وفي هذه الأثناء، يواصل غيوكيرس تغيبه عن تدريبات سبورتينغ لشبونة، في مشهد لا يُمكن تفسيره إلا بأن السويدي قد حسم قراره، وينتظر فقط الضوء الأخضر للانطلاق نحو لندن.

وحتى اللحظة، لا تزال الصفقة على "المائدة"، والاختلافات ليست جوهرية، فالجميع بات يعرف أن غيوكيرس يريد أرسنال، والنادي يريد اللاعب، والأموال جاهزة، ولكن العناد في تفاصيل صغيرة وبعضها طريف، كاد أن يُفشل ما قد يكون أحد أبرز تعاقدات الصيف.