في حياتنا، نحتاج إلى ذلك الشخص الذي يستمع إلينا بصدق، يفهم مشاعرنا، ويمنحنا التوجيهات الحكيمة، سواء في علاقاتنا العاطفية أو في تحديات الحياة اليومية. ذلك الشخص الذي يستطيع أن يطفئ لهيب النار التي تشتعل في داخلنا. لكن في هذه الأيام، ليس الجميع متفرغين للاستماع، وأيضاً ليس كل شخص مصدراً موثوقاً. هناك من يجيد إشعال الأمور بدلاً من تهدئتها، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالعلاقات العاطفية، كما عبّرت عن ذلك كوكب الشرق في أغنيتها "الحب كده" التي تجسّد الحب بجميع أبعاده: وصال ودلال ورضا وخصام.

لكن، هل يمكن أن نجد بديلاً من الأشخاص في حياتنا؟ الجواب قد نجده في ADVICE ChatGPT، الذي صُمم خصيصاُ ليقدم نصائح مدروسة وعاطفية حول قضايا العلاقات. قد تكون هذه الطريقة سريعة للحصول على نصيحة أو قطع الشك باليقين حول أمر عالق في حياتك. شخصياً، عرضت عليه مشكلة بتفصيل دقيق، وقدّم إلي تبريرات تصرفات بعض الأشخاص التي كانت تزعجني. في النهاية، شعرت بالاقتناع بعد أن ناقشت الأمر معه.

حتى أنه قدم إلي طرقاً للرد على بعض التصرفات والأسئلة بأساليب عدة، سواء كانت لئيمة أو لطيفة أو حتى ديبلوماسية.

تقول الاختصاصية النفسية إليسا رشدان في حديث الى "النهار"، إن للذكاء الاصطناعي إيجابيات وسلبيات. من إيجابياته أنه يقدم دعماً عاطفياً الى الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة أو العزلة، وهو خيار جيد للأشخاص الذين يشعرون بالخجل أو يعانون من صعوبة في التعبير عن مشاعرهم. كما يمكن أن يساعدهم في تنظيم أفكارهم وتقديم نصائح قد تساهم في تحسين الوضع العاطفي. وأكدت أن ChatGPT لا يمكن أن يحل مكان الإنسان لأسباب عدة. أولاً، لأنه قد يعزز الإنعزال لدى بعض الأشخاص ويحد من تفاعلهم الاجتماعي. كما يقدم راحة موقتة فقط، في حين أن المعالج النفسي يسعى إلى حل المشكلات بشكل جذري.
وشرحت أن المعالج النفسي لا يقتصر على الاستماع فحسب؛ بل يراقب سلوكيات الشخص بعناية، بما في ذلك لغة جسده وتعابير وجهه، وهي أمور قد لا يستطيع ChatGPT ملاحظتها. والأهم من ذلك، أن المعالج النفسي لا يقدم نصائح جاهزة، بل يوجه الشخص لاكتشاف الحلول التي تناسبه بناءً على تجربته الشخصية. أما ChatGPT، فيعمل على التواصل مع الوعي بشكل رئيسي، وهو ما قد يحد من فعاليته في معالجة القضايا العميقة والمعقدة.
لذا، في حين أن ChatGPT يمكن أن يكون مفيداً كأداة للتوجيه والنصح السريع، فإن التواصل البشري المستمر والمتابعة من مختص لا يمكن استبداله.