اليابان تكافح الدببة بعد تكاثر هجماتها على البشر

آسيا 08-11-2025 | 11:58

اليابان تكافح الدببة بعد تكاثر هجماتها على البشر

منذ نيسان الفائت أودت هجمات هذه الحيوانات بحياة ‏‏13 شخصا في مختلف أنحاء اليابان
اليابان تكافح الدببة بعد تكاثر هجماتها على البشر
لافتة كتب عليها ممنوع الدخول متعلقة بخطر الدببة قرب ‏منطقة غابات في محافظة أكيتا (أ ف ب)‏
Smaller Bigger

يسود في بعض مناطق شمال اليابان شعور بالذعر من ‏هجمات الدببة التي يتعرض لها السكان، ما حدا ببعضهم إلى ‏تعليق أجراس على حقائبهم كي يبعدوا بصوتها هذه ‏الحيوانات، بينما تدعو لافتات الناس إلى توخي الحذر.‏


فمنذ نيسان/أبريل الفائت، أودت هجمات هذه الحيوانات بحياة ‏‏13 شخصا في مختلف أنحاء اليابان، وهو رقم قياسي، وتكثر ‏الأنباء عن دخول الدببة إلى المنازل، وتجولها قرب المدارس، ‏واجتياحها المتاجر الكبرى.‏


وتفيد البيانات الرسمية بأن عدد الجرحى قد يبلغ رقما قياسيا، ‏إذ تجاوز المئة من نيسان/أبريل حتى أيلول/سبتمبر.‏


ويقول الصياد التقليدي كاكيرو ماتسوهاشي البالغ 28 عاما ‏خلال جولة في إحدى غابات محافظة أكيتا الشمالية متسلحا ‏بسكينه "نسمع أخبارا كل يوم تقريبا عن تعرّض أشخاص ‏للهجوم أو الإصابة".‏


وبلغ عدد القتلى بهجمات دببة قبل خمسة أشهر من انتهاء هذه ‏السنة ضعف الرقم القياسي السابق المسجل في 2023-‏‏2024.‏


وفي السنوات الأخيرة، شهدت اليابان أحد أعلى معدلات ‏الهجمات القاتلة للدببة على مستوى العالم.‏

وعاش كيجي ميناتويا من سكان منطقة أكيتا التجربة شخصيا ‏عام 2023، عندما هاجمه دب في مرأبه، وطرحه أرضا ‏وعضه في وجهه، لكن الرجل البالغ  68 عاما تمكن من ‏الفرار والاحتماء داخل منزله.‏


وتبذل الحكومة في الوقت الراهن جهودا حثيثة لمعالجة مشكلة ‏تكاثر  الهجمات. ونشرت السلطات وحدات عسكرية لتقديم ‏المساعدة اللوجستية في نصب أفخاخ لاصطياد الدببة، بينما ‏ستعطى شرطة مكافحة الشغب تعليمات باستخدام البنادق ‏لإطلاق النار على هذه الحيوانات التي يمكن أن يزِن الواحد ‏منها نصف طن.‏

 

 

لافتة تحذيرية من خطر وجود دببة معروضة بالقرب من غابة ‏في محافظة أكيتا (أ ف ب)‏
لافتة تحذيرية من خطر وجود دببة معروضة بالقرب من غابة ‏في محافظة أكيتا (أ ف ب)‏

 

 

‏"اكتظاظ" بالدببة ‏
يرى الخبراء أن المشكلة الرئيسية تتمثل في الزيادة الكبيرة ‏لأعداد الدببة التي تنمو بسرعة بسبب وفرة الغذاء،ومنها ‏البلوط والغزلان والخنازير البرية، بفعل الاحترار المناخي.‏

فعدد الدببة البنية في اليابان تضاعفَ خلال ثلاثة عقود، ليصل ‏راهنا إلى نحو 12 ألفا، بينما ارتفع عدد الدببة السوداء ‏الآسيوية في جزيرة هونشو الرئيسية إلى 42 ألفا، وفقا لتقرير ‏حكومي حديث.‏


ويلاحظ الباحث في "معهد أبحاث الغابات ومنتجاتها" ناوكي ‏أونيشي أن بعض الجبال أصبحت "مكتظة".‏


ويقول "ببساطة، تجاوز حجم الدببة قدرة الجبال على ‏استيعابها".‏

 

ومع أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى زيادة محاصيل ‏البلوط، غير أنها في دورة  إنتاجها الطبيعية لا تكون وفيرة إلاّ ‏مرة كل سنتين إلى خمس سنوات. وهذه السنة، كما في عام ‏‏2023، كان المحصول ضعيفا.‏


ورغم بقاء معظم الدببة في الجبال، دفع ضعف المحاصيل ‏الأخيرة بعضها إلى التجول مع صغارها في المدن بحثا عن ‏الغذاء، على ما يفيد الأستاذ في جامعة طوكيو للزراعة ‏والتكنولوجيا شينسوكي كويكي.‏


ويضيف كويكي أن صغر الدببة تصبح أقل خوفا بفعل ‏احتكاكها بالبشر، وتستسيغ المنتجات الزراعية والفواكه غير ‏البرية.‏


كذلك أدى النزوح السكاني المستمر من المناطق الريفية بسبب ‏الانخفاض المزمن لمعدل المواليد وانتقال الشباب إلى المدن، ‏إلى تقليل الوجود البشري على تخوم الغابات والجبال، مما ‏أدى إلى طمس الحدود التقليدية بين البشر والدببة.‏


ويقول أونيشي "موائل الدببة اقتربت من مناطق سكن البشر".‏

 

 

 رذاذ مضاد للدببة في متجر بهاناماكي محافظة إيواتي اليابانية ‏‏(أ ف ب)‏
رذاذ مضاد للدببة في متجر بهاناماكي محافظة إيواتي اليابانية ‏‏(أ ف ب)‏

 

 

‏"نشهد كارثة" ‏
ويقول أستاذ طب الطوارئ والحالات الحرجة في مستشفى ‏جامعة أكيتا هاجيمي ناكاي إن كثرة مشاهدة الدببة جعلته يشعر ‏وكأنه يعيش "داخل... حديقة سفاري للدببة".‏


ويلاحظ الطبيب الذي يتولى منذ ثلاثة عقود معالجة الإصابات ‏الناجمة عن هجمات الدببة أن طبيعة الجروح كانت تتغير مع ‏تراجع خوف الدببة من البشر.‏

فقبل سنوات، كان الدب المذعور يضرب إنسانا على وجهه ‏مثلا ثم لا يلبث أن يولّي هاربا، أما اليوم فهو "ينقضّ على ‏الضحية".‏


ويتوقع أن تزداد الإصابات الناتجة من الدببة وتمتد إلى مناطق ‏أخرى من اليابان في حال عدم التحرك بفاعلية لوضع حد ‏للظاهرة، مضيفا "نحن نشهد كارثة".‏


ويرى الباحث أونيشي أن "الإعدام الشامل" لتقليل أعداد الدببة ‏هو السبيل الوحيد الفاعل ل.‏


وأضافت السلطات العام الفائت الدببة إلى قائمة الحيوانات ‏المطلوب ضبط أعدادها، خلافا للتوجه الحكومي السابق ‏بحماية هذه الحيوانات، مما أدى إلى نمو أعدادها.‏

 

لكنّ عدد الصيادين أصبح اليوم أقل من نصف ما كان عليه ‏عام 1980.‏


وتشير أحدث البيانات الإحصائية إلى أن عدد الصيادين أصبح ‏نحو 220 ألفا اعتبارا من عام 2020، معظمهم في الستينات ‏من العمر أو أكبر.‏


وأعدمت اليابان أكثر من تسعة آلاف دب في 2023-2024 ‏وأكثر من 4200 بين نيسان/أبريل وايلول/سبتمبر من السنة ‏الجارية، من بينها ألف حتى الآن في أكيتا وحدها.‏


ولكن في المستقبل القريب، يُفترض أن يهدأ الوضع، وأن ‏ترتاح اليابان من مخاوفها، ولو موقتا.‏


فالخبيران كويكي وأونيشي يؤكدان أن أنماط السبات لم تتغير، ‏وأن الدببة ستنام قريبا خلال فصل الشتاء.‏

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/30/2025 9:09:00 AM
العميد أحمد الدالاتي قائد أمن ريف دمشق تابع بشكل مباشر قضية حمزة
المشرق-العربي 12/30/2025 5:55:00 PM
إطلاق نار كثيف قرب قصر الشعب والمزّة 86 في دمشق، مع أنباء غير مؤكدة عن عملية اغتيال.
المشرق-العربي 12/30/2025 8:12:00 PM
شقيق أبو عبيدة يكشف تفاصيل عن اشتباك خاضه الناطق السابق باسم القسام في شمال غزة
اقتصاد وأعمال 12/29/2025 5:34:00 AM
"بات من مصلحة المكلفين التصريح عن مداخيلهم وتسديد الضرائب ضمن المهل القانونية، تفاديا لرفع السرية المصرفية عن حساباتهم"