الرئيس السوري أحمد الشرع سعيد بنزع سلاح الميليشيات العراقية؟ النهار تتحقق FactCheck
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحاً منسوباً إلى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، جاء فيه أنّه "سعيد بخطوة نزع سلاح الميليشيات العراقية"، ويتمنى أن "يتعلم السوريون الدرس". إلا أنَّ التصريح مختلق، ولم يدلِ به الشرع. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، قالب إخباري يتضمّن صورة للشرع مع خبر (من دون تدخّل): "أحمد الشرع: سعيد بالخطوة التي أجرتها الفصائل العراقية بنزع سلاحها... أتمنى أن نتعلم الدرس".

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- راجعنا المصادر الرسمية للرئاسة السورية، ولم نجد تصريحاً مشابهاً فيها. وامتد بحثنا إلى مواقع وزارة الخارجية السورية، ووكالة "سانا" الرسمية، وقناة "الإخبارية السورية"، والناطق الرسمي باسم الحكومة السورية محمد الفيصل. ولم نجد فيها أيضاً أي إشارة إلى التصريح المتناقل، أو أي تعليق آخر على موضوع نزع سلاح الميليشيات العراقية.
2- لم تنقل وسائل الإعلام العراقية، خصوصاً التابعة للميليشيات المسلحة، أو العالمية تصريحاً مماثلاً للشرع. وكل هذا يعزّز زيف التصريح. فلو كان حقيقياً، لأثار جدلاً في الأوساط الإعلاميية والشارع العراقي ومواقع التواصل الاجتماعي.
مناقشات ساخنة
ويأتي تداول هذا الكلام الزائف المنسوب الى الشرع، في سياق قضية حصر سلاح الميليشيات العراقية المدعومة إيرانياً، والتي شهدت مناقشات ساخنة خلال الأيام القليلة الماضية، خصوصاً بعد موقف للمبعوث الأميركي إلى العراق مارك سافايا أكّد فيه وجوب النزع الكامل للسلاح من دون رجعة، وتنفيذ ذلك من خلال إطار وطني واضح وملزم.
The reported steps by Iraqi armed groups toward disarmament are a welcome and encouraging development. This move represents a positive response to the longstanding calls and aspirations of the Marjaeya and our respected religious authorities. I extend my deep appreciation for… pic.twitter.com/5X8MQCMqqi
— Mark Savaya (@Mark_Savaya) December 22, 2025
وأوضح سافايا في بيان نشره في حسابه على منصّة إكس في 22 كانون الاول 2025، أنَّ عملية نزع السلاح يجب أن تتضمّن التفكيك الكامل لجميع الفصائل المسلّحة، وأن تضمن انتقالاً منظماً وقانونياً لأفرادها إلى الحياة المدنية.
وعلى الرغم من موقف زعيم ميليشيات "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، الداعم لحصر السلاح بيد الدولة، فإنَّ المتحدث العسكري باسم الميليشيات جواد الطليباوي وجّه رسالة علنية إلى الخزعلي عبّر فيها عن رفضه تسليم السلاح.
وقال الطليباوي في رسالته: "ليعلم الجميع أن لا مكان في قاموسنا لتسليم السلاح أو التنازل عن المقاومة أو الغفلة عمّا يخطّط لنا الأعداء، وهي ليست ملفّاً سياسياً ولا بنداً تفاوضياً، بل عقيدة سيادة وضمانة قرار ودرع كرامة لا تُكسر بضغط ولا تُساوم بإملاءات. ومن يراهن على غير ذلك يجهلنا ويجهل وعي وشجاعة قائدنا".

وعلى الجانب السياسي، عقد "الإطار التنسيقي الشيعي" اجتماعاً أمس الإثنين، أصدر في ختامه بياناً رسمياً أكّد فيه "موقفه الثابت الداعم لحصر السلاح بيد الدولة، وفقاً لمشروع وطني متكامل وآليات قانونية واضحة، بما يعزز سيادة الدولة ويحفظ الأمن والاستقرار ويخدم المصلحة العليا للبلاد".
وكانت ميليشيات عراقية عدّة مدعومة إيرانياً، مثل "كتائب الإمام علي"، و"أنصار الله الأوفياء"، و"كتائب سيد الشهداء"، أعلنت دعمها لحصر السلاح بيد الدولة وتعزيز سيادتها، بدعم من شخصيات، مثل عمار الحكيم ورئيس مجلس القضاء فائق زيدان.
في المقابل، رفضت ميليشيات "كتائب حزب الله" و"النجباء" الفكرة تماماً، مشترطة خروج القوات الأجنبية وتحقيق السيادة الكاملة.
نبض