طفل المغارة
جوسلين مراد
طفل ليس كباقي الأطفال!
من أم خضعت للرب ولارادته، لا لأبناء الأرض وأهوائهم.
طفل رفض حياة القصور، واختار مذوداً متواضعاً بين الحيوانات،
لأنها أوفى لأسيادها ولن تغدر بها كالبشر.
هو المولود في قرية بيت لحم أو بيت الخبز،
ليشبع كل نفس جائعة إلى الحب والرحمة والانسانية.
انه ليس طفلاً عاديا من صنع رجل وامرأة، لكنه من روح الله!
هو ليس مثلنا، إنه بلا خطيئة!

هو الطفل الذي سوف يحيي الأموات، بينما الناس تقتل الأحياء
وتفتك بالإنسانية وتسخر من البراءة والنقاء.
ابن التي اختارها الله وباركها أكثر من كل النساء!
إبن مريم العذراء القديسة التي احتضنته بذراعيها وضمته إلى قلبها.
هو المولود الإلهي الذي رفض الفندق استقباله،
فولد في حظيرة الحيوان مضجعاً فوق التبن الناعم في مذود،
ليعطينا درساًً وعبرة عن قيمة الغنى والمجد في نظر الله،
بينما الناس تلتمس المظاهر الكاذبة.
إن العظمة الحقيقية هي في الذات وليس في الظروف،
فلا قيمة للثوب الملكي أو المكانة ما لم يكن الشخص يستحقها.
فهل يحتاج بهاء الشمس في ساعة الظهيرة إلى نور الشموع؟
هو الطفل الذي سيقلب وجه الأرض.
جاء ليبعث السلام إلى قلوب الناس. فقد كانت رومية ملأى بالشرور
والمفاسد والألهة المخيفة، وكذلك كانت مصر وأثينا.
وقد كان الشعب اليهودي لا يتذكر عن إلهه سوى رعود سيناء.
فجاء يسوع ينشر لواء السلام على الأرض، دواء للعالم المريض.
هو الطفل الملك الذي لن يسقط عرشه أبداً، ولن يكون لمملكته انقضاء.
بميلاده العجيب أثبت لنا أن الله قادر على صنع المعجزات،
والمستحيل معه ممكن، فهو قادر على كل شيء!
أمام أبواب جنة عدن المغلقة، أعطى الله الإنسانية المعذبة
وعدا بمخلص سيأتي من نسل المرأة ليسحق رأس الحية.
وبمعجزة ميلاده، برهن لنا أن وعد الله صادق ويتحقق،
لا كوعود البشر الكاذبة.
ميلاد يسوع عبرت به المحبة عن نفسها
لأنه اختار الفقراء الأغنياء لا الأغنياء الفقراء،
والضعفاء الأقوياء لا الأقوياء الضعفاء.
نسجد أمامك يا طفل المغارة، فاجعلنا نحيا بأوامرك
ونقدم قلوبنا هدية لك حتى تمتلك قلوبنا مشاعر السماء
ونصير بإيماننا أنواراً للعالم!
نبض