كأس الموت…مرّ

منبر 29-08-2025 | 13:11

كأس الموت…مرّ

يُقال إنَّ الموت "حقٌ" سيبلغه جميع الناس مهما اختلفت أديانهم ومراكزهم وثرواتهم. هذا "الحق" هو  الوحيد الذي يتساوى فيه البشر، وتزول معه كل الفوارق الاجتماعية والعلمية والطائفية. فالساكن في القبر يشغل المساحة نفسها تحت التراب إن كان فقيراً أم غنياً متعلماً أم أمياً.
كأس الموت…مرّ
تعبيرية (مواقع تواصل)
Smaller Bigger

لبلبان خوري 

 

 

يُقال إنَّ الموت "حقٌ" سيبلغه جميع الناس مهما اختلفت أديانهم ومراكزهم وثرواتهم. 
هذا "الحق" هو  الوحيد الذي يتساوى فيه البشر، وتزول معه كل الفوارق الاجتماعية والعلمية والطائفية. فالساكن في القبر يشغل المساحة نفسها تحت التراب إن كان فقيراً أم غنياً متعلماً أم أمياً.

 

 

المجحف في تفنيدِ هذا "الحق" أنه يأخذ منك كل الألم الذي ترغب في تفجيره. 
تتحجّر حينها الغصّة في مقلتيك ويتجمّد الدمع في العينين جمراتُ نارٍ تحرق بوبّو عينيك لكنها تأبى أن تسقط.
 من جعل من هذا "الحقّ" عبئاً ثقيلاً، يفرض نفسه عليك، ويجعل منك جثّة هامدة دون انفعال أو ردّة فعل تظهر سخطك ووجعك؟.
هل هي الأحزان المتراكمة على مرّ الأعوام تفعل فعلها؟ أم العمر الذي يجعل المرء متقبلاً، مستسلماً للقدر وخباياه.
مع موت كل حبيب أو قريب، تقف متسائلاً من سيكون القادم؟ من سنخسر بعد؟ 
كيف لحياتنا ان تستمر بسلاسة مع كل هذا الكمّ من الفقد والخسارة؟
هل فعلاً هذه الحياة التي نحياها تستحق كل هذا العناء من الاجتهاد والمجهود والتعب؟
في مراجعة لشريط حياتنا منذ الولادة، نكتشف أن أقصى أحزاننا في حينها تبقى أقلّ بكثير، ممّا تختبره مع موت أحد أفراد عائلتك الصغيرة أو الكبيرة.
مع كل غياب لأحدهم، تخسر جزءاً من ذاتك ومن ذاكرتك التي ملأتها على مرّ السنين بذكرياتٍ طفولية بريئة وجميلة.
أقساها مرارةً تبقى برعماً في أفول المصائب والخيبات التي تصطدم بها مع الزمن سيّما حين تبدأ فصول مسيرة الموت تحّط رحالها في عائلتك لتحصد ضحيتها الأولى تلو الأخرى.
هذه الحقيقة المرّة وهذا الواقع الأليم يلقي  أوزاره على جميع الناس. من هنا خُلِقَ ما يسمّى بالتعزية. إذ يصبح الناس سواسية في الحزن والفقدِ والموت.
قد تكون عدالة الله أن سوّى الناس في الموت. بعد أن تمايزوا في طريقة العيش والحياة.
والسؤال الذي يطرح نفسه. هل سيسوّي الله بين الناس في طريقة العقاب والثواب؟ بمعنى هل سيلحظ العدل نفسه  ومسامحته لجميع البشر حتى ولو اختلف سلوكهم وتمايزت أنماط  حياتهم؟
هل سيعدل الخالق في غفرانه ورأفته بين جميع أبنائه. سيّما بين خاطئٍ في الدنيا وبين تائبٍ عاش التقيّة طيلة حياته؟

العلامات الدالة

مواضيع ذات صلة

12/26/2025 10:36:00 AM

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/30/2025 9:09:00 AM
العميد أحمد الدالاتي قائد أمن ريف دمشق تابع بشكل مباشر قضية حمزة
المشرق-العربي 12/30/2025 5:55:00 PM
إطلاق نار كثيف قرب قصر الشعب والمزّة 86 في دمشق، مع أنباء غير مؤكدة عن عملية اغتيال.
المشرق-العربي 12/30/2025 8:12:00 PM
شقيق أبو عبيدة يكشف تفاصيل عن اشتباك خاضه الناطق السابق باسم القسام في شمال غزة
المشرق-العربي 12/30/2025 11:15:00 PM
المرصد السوري يرد على نفي الرئاسة السورية لاطلاق نار في محيط قصر الشعب