اقترب شهر شباط/ فبراير من النهاية، وحتى الآن لم يحسم ليفربول مصير 3 ركائز أساسية في تشكيلته مع قرب انتهاء عقود فان دايك وألكسندر أرنولد وصلاح. وفي الوقت الذي يظهر فيه بعض المؤشرات الإيجابية في مناقشات عقود النجوم الثلاثة إلا أن الوقت يمر سريعاً، والنجوم الثلاثة باتوا متاحين للتفاوض مع أي نادٍ في العالم من دون الحاجة الى موافقة الإدارة، لذا هل يريد ليفربول المخاطرة باستقرار الفريق الذي يعيش موسماً مثالياً؟  

لو كان الأمر مرتبطاً بأداء الريدز هذا الموسم، فإن المنطق يقول أن الإدارة لابد من أن توافق على طلبات الثلاثي مهما كانت للتجديد، لأن تصدر الدوري ودوري الأبطال والوصول الى نهائي الرابطة، يضع النادي أمام فرصة تقديم موسم استثنائي، لكن لإدارة ليفربول حساباتها الخاصة التي تناقشها، خصوصاً أن فان دايك سيبلغ سن 34 عاماً وصلاح 33 عاماً الصيف المقبل، أما أصغرهم سناً أرنولد، 26 عاماً، فيقال أنه قدم سلسلة من الطلبات التي قد تكون مقلقة لأي إدارة ومنها ضمان أن يكون القائد المستقبلي للفريق. 

يبدو أن إدارة ليفربول باتت تتخوف من تلبية طلبات النجوم والسير على خطى مانشستر سيتي الذي أراد الاحتفاظ بإيديرسون ودي بروين وإعادة ضم غندوغان، لتكون النتيجة هي بوادر فريق عجوز مليء بالمشاكل، فرغم القيمة التي يمكن للنجوم تقديمها إلا أن الانصياع وراء رغبات اللاعبين قد يكون الركيزة الأولى في طريق فقدان التوازن وتراجع الفريق. 

بدأ ليفربول هذا الموسم مشروعاً جديداً مع سلوت، وجاءت البداية بشكل أفضل بكثير من المتوقع، لكن رغم ذلك يبدو أن المدرب لن يعاند رغبة الإدارة في التغيير إن طُلب ذلك، وهو بالأساس كان قد فتح الباب للتخلي عن المتألق أليسون بعد التعاقد مع حارس فالنسيا مامارداشفيلي المرشح بأن يكون الحارس الأول للريدز الموسم المقبل. 

تدرك الأندية أن ضغط المباريات في إنكلترا بات مرتفعاً جداً. بين البطولات المحلية الثلاث وكثرة المشاركات الخارجية والروزنامة الدولية أصبح اللاعب يعاني من صعوبة الحفاظ على مستواه لوقت أطول على غرار الدوريات الأخرى، ففي السابق كان إصرار توتنهام على الاحتفاظ بلاعبيه الكبار في السن بعد الوصول الى نهائي الأبطال 2019 سبباً في تراجع الفريق، ومؤخراً تسبب احتفاظ بيب بلاعبيه وعدم تجديد القائمة باضطراره الى الحديث عن صعوبات الضغط التي عاشها الفريق نتيجة كثرة المباريات وتأثير ذلك على مستوى الفريق هذا الموسم والتسبب بتراجعه. 

يعرف ليفربول أن التخلي عن ثلاثي النجوم، أو اثنين منهم، قد يكون خطوة استراتيجية تسمح بضم مزيد من اللاعبين وتوسيع القائمة خصوصاً مع الحاجة الى تعزيز الدكة في مراكز عدة، لكن في الوقت نفسه يبدو ذلك بمثابة مخاطرة غير مضمونة: فهل سيتمكن سلوت من إيجاد محطة هجومية بإمكانات صلاح وتألقه؟ وهل يجد قائداً في الخلف مثل فان دايك؟ وهل يستحق الثنائي بعد كل سنوات الاستقرار أن يغادرا من الباب الخلفي؟ أسئلة ستحتاج إجابات الريدز للتفكير في إجاباتها بشكل استراتيجي قبل أي شيء.